6 نصائح تساعد الأطفال على القراءة بطلاقة

قد تكون محاولة مساعدة القارئ المبتدئ على التعرُّف إلى الحروف والكلمات بحد ذاتها مهمَّة شاقة، وما هي سوى الخطوة الأولى في مساعدة الطفل على القراءة بطلاقة، فبينما يحاول طفلك نطق الكلمات الصعبة وينسى الكلمات التي من المُفترض أنَّه يعرفها، ويقف عند المفردات ويفقد الاهتمام بباقي النص، قد تتساءَل عن الخطأ الذي ترتكبه، وكيف يمكنك مساعدة طفلك على أن يقرأ بشكل أفضل؟

لستَ وحدك مَن يعاني من هذه الصعوبات؛ إذ يشبه الأمر محاولات طفلك الأولى لنطق الأحرف اللثوية؛ إذ إنَّه كان يتعثر في ذلك كثيراً في البداية، لكن من خلال الملاحظة والممارسة والعناية التي يحصل عليها في رياض الأطفال، يصبح معظم الأطفال متحدثين بارعين.

يتعلَّم الأطفال القراءة بنفس الطريقة التي يتعلمون فيها الكلام، وتقع على عاتقك مهمَّة تدريبهم وتقديم الأمثلة التي يحتاجون إليها ليقرؤوا بطلاقة مثلما يتحدثون بطلاقة.

إذاً ما هي الطلاقة في القراءة وما أهميتها؟

غالباً ما يُخلَط بين الطلاقة في القراءة وفهم النص، ففي حين أنَّ فهم النص هو الهدف النهائي من عملية القراءة، فإنَّ الطلاقة في القراءة ضرورية حتى يتمكن الطفل من القراءة بصوت عالٍ وبدقة وبسرعة ودون صعوبة، وإلَّا فلن يتمكن من تحقيق الهدف النهائي المتمثل في فهم النص.

إذاً تُعَدُّ القراءة بطلاقة خطوة أساسية نحو فهم النص، وحتى تعرف ما إذا كان طفلك يقرأ بطلاقة، أجب عن الأسئلة التالية:

• هل يتلعثم طفلك في أثناء القراءة؟
• هل يعاني من صعوبة في لفظ الكلمات؟
• هل يبذل مجهوداً كبيراً حتى يتمكن من القراءة؟
• هل يحتاج إلى وقت طويل للتعرُّف إلى الكلمات؟
• هل ينتهي من قراءة جملة دون أن يحقق أي استيعاب للمعنى؟

إذا كانت الإجابة نعم لواحد أو أكثر من هذه الأسئلة، فالطفل يعاني من صعوبة في القراءة، وتكون القراءة بالنسبة إلى الطفل في هذه المرحلة محاولة لربط الكلمات التي تبدو له متباينة دون وجود علاقة ملحوظة بين بعضها بعضاً.

الآن ستقرأ مجموعة من النصائح التي تساعدك على تحسين قدرة طفلك على القراءة بطلاقة:

1. كُن قدوة:

غالباً ما ينصح معلمو المراحل الابتدائية أولياء الأمور بالقراءة أمام الطفل، ومن ثم جعل الطفل يقرأ بدوره؛ والسبب وراء هذه النصيحة هو أنَّ الطفل بحاجة إلى أن يسمع شخصاً يقرأ بطلاقة حتى يتمكن بدوره من القراءَة بطلاقة.

يساعد سماع الطفل لشخص بالغ يقرأ بسلاسة وسهولة على تقديم نموذج يستطيع الطفل تقليده حتى يقرأ بنفس الطريقة.

عندما يصغي إليك طفلك بينما تلفظ الكلمات بسلاسة وسهولة وتتوقف مؤقتاً عند الفواصل ومطولاً عند نهاية الفقرة، فسيبدأ بفعل الشيء نفسه، أَضِف إلى هذا أنَّ القراءة أمام طفلك تعلِّمه القراءة التعبيرية؛ وذلك لأنَّك عندما تقرأ النص مع التعبير عن العاطفة أمام طفلك، سوف يلتقط هذا الأسلوب ويبدأ بتقليدك عندما يقرأ هو؛ لذلك فإنَّ جعل طفلك يقتدي بك كقارئ هو الطريقة الأنجع لمساعدته على القراءة بطلاقة.

2. اجعَل طفلك يقرأ باستمرار:

يتطلَّب تحقيق الطلاقة في القراءة الكثير من الممارسة، فحتى أفضل القرَّاء لم تكُن لديهم هذه القدرة بشكل فطري؛ بل حققوا ذلك من خلال الكثير من الممارسة والتدريب المستمر.

لنتذكَّر أنَّ الهدف من امتلاك مهارة القراءة بطلاقة هو التمكُّن من القراءة دون عناء، وليحقق الطفل ذلك فإنَّه يحتاج إلى التدريب مع مرور الوقت حتى يصبح قادراً على القراءة بسهولة.

يُنصَح بقراءة المقطع بصوتٍ عالٍ حتى يكتسب الطفل مهارة الطلاقة في القراءة، كما توفِّر قراءة المقطع نفسه مراراً وتكراراً للطفل الاستيعاب والتذكُّر الضروريين لاكتساب الطلاقة.

طبِّق هذه النصيحة أمام طفلك من خلال البدء بقراءة مقطع قصير لا يزيد عن 100 كلمة وبصوت عالٍ، ومن ثم اجعَل طفلك يعيد قراءته أمامك عدة مرات حتى يتمكن من قراءته دون عناء.

شاهد بالفديو: 6 وسائل لتنمية حس الخيال عند الأطفال

3. ساعِد الطفل على حفظ جمل وتراكيب ومفردات:

بالتوازي مع التدريب المستمر على القراءة، اجعَل طفلك يحفظ بعض الكتب القصيرة والقصائد والفقرات القصيرة؛ إذ سيحقق الطفل من خلال حفظ الجمل والمقاطع القصيرة ثلاثة أشياء وهي:

1. سيسمح الحفظ لطفلك بالتعرُّف إلى كلمات وتراكيب ومعانٍ يسهل عليه التعرُّف إليها مجدداً في قراءاته اللاحقة.
2. عندما يتذكَّر طفلك الفقرات، سيتعلم إيقاع اللغة المكتوبة، ويكفي أن يتمكن من قراءة بعض الجمل بطلاقة حتى تتعزز قدرته على قراءة فقرات طويلة ونصوص كاملة بطلاقة.
3. يمنح حفظ الفقرات الطفل شعوراً بالنجاح، والنجاح يؤدي إلى نجاح آخر، فبمجرد أن يبدأ طفلك بحفظ فقرات قصيرة سيشعر تلقائياً بأنَّه يقرأ بطلاقة.

4. حدِّد نقاط الضعف لديه في القراءة:

توجد ثلاثة عناصر مطلوبة للقراءة بطلاقة وهي: السرعة والدقة والإيقاع "استخدام القارئ للتوقيت، والصياغة والتشديد، ورفع وخفض النبرة حسب الضرورة لإيصال المعنى".

في أثناء الاستماع إلى طفلك وهو يقرأ، راقِب أداءَه في كل واحد من هذه المكونات الثلاثة، ما الذي يجيد القيام به؟ وما الذي يعاني فيه من صعوبة؟ ومن ثم ركِّز في الجانب الذي يعاني فيه من صعوبة وقدِّم له أكبر قدر من المساعدة.

على الرغم من أنَّ هدفك هو تمكين طفلك من القراءة بطلاقة، يجب أن تحرص على أن يكون النص الذي يقرؤه طفلك ملائماً لمستواه؛ وذلك لأنَّه إذا كان أمامه نص صعب جداً بالنسبة إلى مستواه، فسيحتاج إلى الكثير من الوقت لإدراك الكلمات، أو تخمينها، أو يتعثر في نطق الكلمات الصعبة.

بشكل عام إذا أخطأ الطفل في قراءة أكثر من كلمة من كل 20 كلمة، فسيوجِّه تركيزه إلى إدراك الكلمات أكثر من القراءة بطلاقة.

5. اقرأ أمامه جملاً قصيرة واطلُب منه قراءَتها:

القراءة بالتكرار هي أسلوب من أساليب التصرُّف كقدوة والتي تحدثنا عنها أعلاه، وتقوم على قراءة جملة للطفل ومن ثم جعله يعيد قراءتها لك.

يساعد هذا الأسلوب على البدء بالتعرُّف إلى الكلمات وحفظ المفردات الهامة، وبينما يعيد طفلك قراءَة الفقرة، فمن المفيد جعله يمرر إصبعه تحت الكلمات التي يقرؤها، فهذا يضمن أنَّه يتعرَّف إلى الكلمات ولا يردد فقط ما كنت تقوله دون استيعاب، وعندما يتحسَّن طفلك في قراءة عدد قليل من الجمل، يمكنك زيادة هذا العدد تدريجياً.

6. اجعَل القراءة نشاطاً ممتعاً:

صحيح أنَّ التكرار والتدريب والتركيز في مهارات القراءة هي أمور بالغة الأهمية لتحقيق الطلاقة في القراءة، لكن إذا تحولت القراءة إلى تجربة شاقة ومملة للطفل، فمن المحتمل أن يتوقف عن الممارسة؛ لذلك في نفس الوقت الذي تعمل فيه على تحسين قدرته على القراءة بطلاقة، احرَص على عدم تقييد الطفل بروتين ثابت.

جدِّد قليلاً واجعل من القراءة نشاطاً مُسلِّياً وجذاباً، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال دمج القراءة ببعض الألعاب والنشاطات والقليل من المنافسة الودية؛ مما يحوِّل القراءة إلى نشاط يستمتع به الطفل.

إليك بعض ما يمكنك فعله:

• اسمَح للطفل باختيار الفقرة أو القصة التي يريد قراءتها.
• أَنشِئ سيناريو مسرحي تؤدي فيه أنت وطفلك أدوار شخصيات تختارونها، ومن ثم أَدِّ دورك من خلال تقليد الأصوات وإظهار العواطف.
• ساعد طفلك على كتابة قصة خاصة به ومن ثم قراءتها.
• حفِّز طفلك من خلال منحه مكافأة مقترنة بإنجازات محددة.
• تحدَّ طفلك في أن يتجاوز أداءه السابق.
• سجِّل قراءة طفلك في المراحل الأولى، ومن ثم سجِّل قراءته بعد التحسُّن؛ إذ سيشعر بسعادة كبيرة لرؤية الفارق، وسيكون متحمساً لتطوير مهارته.

في الختام:

هذه النصائح ليست على سبيل الحصر؛ بل مجرد أفكار تساعدك على جعل طفلك يستمتع في التدريب على القراءة بطلاقة، لكن بالطبع أنت قادر على الخروج بأفكارك الخاصة التي تلائِم شخصية وطبيعة طفلك.